مدير الجامعة: الطلاب نجحوا في إقناع زملائهم بالشفافية الثقافية للمنطقة
السفير الكواري: البعد المدني هام لتعزيز الشراكة الاستراتيجية القطرية الفرنسية
http://www.raya.com/mritems/images/2006/11/13/2_194720_1_209.gifباريس - الراية: يصفهم رئيس الجامعة بسفراء قطر الحضاريين، ويصفهم سفير قطر لدي فرنسا بالبعد المدني المكمل للشراكة السياسية المتعاظمة التي تجمع بين البلدين، هم طلاب قطر الدارسون بالجامعات الفرنسية، وفق إلتزامهم النوعي بمشروع حضاري مزدوج الهدف: الأخذ من معارف ومهارات وآليات النهضة العلمية الكبري التي تشهدها أوربا، وفي نفس الوقت الالتزام بنشر الوعي الصحيح عن ثقافة وحضارة الإسلام في فضاءات اهتز إدراكها لواقع الأمور بأكثر من حملة تشويش وتزوير وإجحاف.
حيث تميز النشاط المعرفي - التعليمي لطلاب قطر بمختلف المؤسسات التعليمية الفرنسية بربط معني وواع بين بعدي الأخذ والعطاء والتواصل الحضاري المرتكز إلي ثقافة الحوار والانفتاح علي الآخر، وهو التوجه الذي يصفه السفير الكواري، سفير قطر لدي فرنسا بالوعي الواثق لطلابنا برسالة قطر الحضارية، وتشبع علي درجة من الدلالة بثقافة التسامح وحوار الحضارات والثقافات التي ترتكز إليها السياسة القطرية الحكيمة. حيث أن كل طالب ممن تسمح لهم خياراتهم العلمية بالتواجد خارج قطر، في إحدي المؤسسات العلمية العالمية، يتحول بشكل طبيعي إلي سفير مدني مكمل للعمل الدبلوماسي الرسمي نفسه، لهذه الثقافة وهذا الخيار التاريخي المستند إلي ثوابت الأمة والمنفتح علي أفق الإنسانية.
ويأتي مشروع طلاب جامعة ديجون للتعريف بالحضارة العربية والإسلامية من خلال دعوة أساتذة الجامعة وزملائهم الطلاب لزيارة معهد العالم العربي بباريس؛ الذي يحتفل هذه الأيام بالتلاقي الحضاري العربي الإسلامي الأوروبي علي مشارف مدينة البندقية في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، كذلك بمعرض سعادة الشيخ حسن آل ثاني عن اليمن السعيد.
في سياق هذا التوجه يشرح للراية الدكتور مصطفي فحلي ، وهو مدير المشاريع الطلابية بجامعة ديجون، يأتي في إطار البرنامج الدراسي للطلاب، حيث يكون كافة طلاب السنة الثالثة ملزمين بتقديم مشروع ميداني يهدف لربط البرنامج الجامعي النظري ببرنامج عملي يربط فيه الطلاب تعليمهم الأكاديمي بالواقع الاجتماعي والعملي. وقد أختار هذا الفريق الذي يتكون من خمسة طلاب هم محمد السعدي وحسن الحمادي وعادل العثمان ونوف النجار ومحمد العثمان، من طلاب قطر بالجامعة لمشروعهم موضوعا علي درجة من الأهمية وهو حوار الحضارات ، وبالتالي فإن زيارة معهد العالم العربي واللقاء بهذه الوقفة الحضارية النوعية التي ركزت علي لحظة تقاطع تاريخية خصبة حققت تقاطعا مثمرا بين الحضارة العربية الإسلامية في عصرها الذهبي مع أوربا الغرب، من خلال معرض البندقية والشرق ، يعد بذاته خيارا موفقا للغاية، والذي يصب مباشرة في مفهوم حوار الحضارات.
http://www.raya.com/mritems/images/2006/11/13/2_194718_1_209.gifويواصل الدكتور مصطفي فحلي أن ذلك ليس جديدا علي الطلاب القطريين في الجامعة، حيث تعودنا منهم هذا الاهتمام بالتركيز علي مفهوم حوار الحضارات، ولقاء الثقافات وفلسفة الانفتاح علي الآخر، والعناية بتعريف الجمهور الفرنسي الواسع، وليس الجامعي فقط بالخيار القطري في هذا الاتجاه. حيث سبق للطلاب القطريين في الجامعة أن نظموا معرضا يقدم للحضارة والثقافة العربية والقطرية بصورة خاصة، وهو اللقاء الذي جذب بصورة كبيرة الجمهور الفرنسي في المدينة، والذين كانوا علي شغف للتعرف علي هذه البلد التقدمية، التي أخذت تحتل مكانها في مقدمة صفوف البلدان المعنية بثقافة الحوار والسلام في العالم.
كما نظم مجموعة أخري من الطلاب في سياق نفس المشروع الميداني زيارة لمدينة الدوحة نفسها، دعوا إليه مجموعة من زملائهم الطلاب وأساتذة الجامعة، وهي الزيارة التي كانت فرصة نوعية لنا للتعرف علي هذا البلد الحضاري التقدمي.
الدكتور أندريه برنار مدير عام جامعة ديجون، يؤكد من طرفه علي هذا البعد الحضاري النوعي الذي يغذي عقلية الطلاب القطريين الذين تشرفت الجامعة باحتضانهم علي مدي السنوات الخمس الأخيرة، ورغم أن التحاق الطلاب القطريين بجامعة ديجون يعد حديثا نسبيا ، إلا أنهم قد نجحوا في ترك بصامات واضحة علي وعي زملائهم فيما يخص ثقافة المنطقة، وأسس حضورهم لتواجد حضاري نوعي، لأننا نشهد بأن كلا منهم مهموم بفكرة التأكيد علي جدوي حوار الحضارات ونشر ثقافة السلام من خلال التعريف والتعرف علي الآخر، وفق القناعة الأساسية بأن الخلاف والاختلاف وبالتالي الصراع، إنما يتم نتيجة للجهل بالآخر وثقافته وحضاراته. وقد تأكد لجامعة ديجون إدارة وطلابا، مدي جدوي هذه السياسة لأن طلاب قطر عبر كل مشروع وعبر كل مبادرة كانوا قادرين بصورة مثمرة علي تغيير وجهة نظر زملائهم الطلاب والتي كانت مشوهة بالقياس إلي الدعايات الشائعة عن حضارة منطقة الشرق الأوسط، والتي تصور في الإعلام الغربي بأنها داعية للصدام أو للنزاع والعنف.
ويشدد المدير العام لجامعة ديجون علي أهمية هذا التواصل القاعدي الذي يحققه الطلاب بعضهم بين البعض من جهة، وما يؤدي إليه من سهولة التعامل المدني وتعرف القواعد الشبابية العريضة من خلال الجهد الشبابي نفسه علي الوجه الصحيح، وهو الطريق الأكثر جدية باتجاه تأمين مستقبل سعيد للإنسانية تشارك فيه كافة الحضارات وكافة شعوب العالم. وقد شدد مدير عام جامعة ديجون بهذا الخصوص علي نتائج الرحلة التي قام بها الطلاب الفرنسيون مع زملائهم القطريين إلي الدوحة، والتي أثمرت التفكير الجاد لدي الطلاب الفرنسيين بالعمل في الدوحة أو في المناطق العربية خاصة أنهم قد تمكنوا من زيارة المؤسسات الاستثمارية الفرنسية الضخمة العاملة في قطر، وتوضح لهم حجم التطور الحضاري والاقتصادي الذي تشهده المنطقة، أي أن الزيارة قد أعطت لهم الفكرة بأنهم من يجب أن يبحث عن العمل هناك وليس كما هو سائد عند الفرنسيين بأن العرب يحاولون أن يأتوا إلي بلادهم للعمل هنا..
http://www.raya.com/mritems/images/2006/11/13/2_194719_1_209.gifوهو يشكر قطر أميراً وحكومة وشعبا علي هذه الخيارات الثقافية الواعية والراقية ويتمني المزيد من التعاون والشراكة وأن تتحول جامعة ديجون إلي نقطة جذب لعدد أكبر من الطلاب القطريين، وهو يشكر بالخصوص الجهود المعنية لسعادة السفير محمد جهام الكواري الذي كان يدعم بدون حدود النشاط الطلابي القطري الذاهب باتجاه التقريب بين الثقافة الأوروبية والثقافة العربية الإسلامية، وكذلك سعادة المندوب الدائم لقطر لدي اليونيسكو الأستاذ علي زينل الذي ما فتيء يشرف علي صيرورة تطور التبادل الأكاديمي بين الجامعات الفرنسية والقطرية.
الطالب محمد السعدي المنسق العام للمشروع، يشرح من طرفه للراية فكرة المشروع: يرتكز مشروعنا بالأساس إلي هدف التعريف بالحضارة العربية والإسلامية وإبراز هذه المعالم الخالدة لموروثنا الحضاري بشكل عام، وإبراز الإبداعات القطرية بصورة خاصة. ووفق هذا المعني كان اختيارنا لتنظيم زيارة لمعهد العالم العربي الذي يقدم في نفس الوقت معرضا ضخما عن البندقية والشرق وأيضا معرضا فوتوغرافيا عن اليمن حققه سعادة الشيخ حسن آل ثاني. وهو الموعد الثقافي العربي القطري الرائع الذي يمثل مصدر فخر واعتزاز كبير لنا كقطريين. ونحن نوجه بالمناسبة لسعادته كامل التهنئة علي نجاح معرضه والإقبال الكبير الذي لقاه، كما أوجه الشكر لسعادة السفير محمد جهام الكواري، علي اهتمامه ومتابعته لمشروعنا لحظة بلحظة .
الطالب حسن الحمادي؛ وهو المنسق المالي للمشروع، يشرح من طرفه: يعد معرض فنيسيا (البندقية) والشرق؛ الذي يحتفل به معهد العالم العربي في هذا الموسم، أحد أهم المعارض التي لاقت اهتماما إعلاميا كبيرا؛ سواء علي المستوي المحلي في فرنسا أو من قبل الفضائيات العربية، وهذا ما شجعنا علي تنظيم هذه الزيارة، ناهيك عن وجود معرض الفنان التشكيلي المتميز سعادة الشيخ حسن آل ثاني نظرة عن اليمن . ولقد قمنا بجهد كبير والآن أثمرت جهودنا بنجاح واضح نشكر الله عليه .
الطالب عادل العثمان، المنسق الإعلامي والمتحدث باسم المشروع، يشدد من طرفه في البداية علي شكر جريدة الراية علي اهتمامها الملحوظ بنشاطات الطلبة القطريين في فرنسا، ثم يعرج لتوضيح نقطة أساسية وهي أن أهم ما يميز المشروع هو أن ريعه بالكامل سيتم تقديمه كتبرع لصالح إعمار لبنان، وذلك تنفيذا لتوجه دولة قطر أميرا وحكومة وشعبا.
من ناحية أخري يعبر العثمان عن مدي ارتياح الطلاب للسند الكبير الذي توليه السفارة لبرامجهم الثقافية كما التعليمية، وأنه وإن تعذر لسعادة السفير الحضور شخصيا ومشاركتنا المناسبة إلا أنه حرص علي أن يمثله القائم بالأعمال بالسفارة، الأستاذ محمد الحميد لمشاركتنا هذا اليوم، مما أضفي علي مشروعنا نجاحا كبيرا .
الطالبة نوف النجار، وهي منسقة الاتصالات والبرتوكول للمشروع تشرح من طرفها للراية: كانت مفاجأة جدا سارة بالنسبة لي أن أري حجم الاهتمام الذي حظي به المشروع من طرف زملائنا الطلاب الفرنسيين، كذلك من طرف أساتذة الجامعة أنفسهم، حيث فاق عدد الراغبين في المشاركة في هذه الزيارة الأربعين شخصا، علي رأسهم مدير عام الجامعة نفسه، والمدير الإداري والمدير الأكاديمي ومدير المشاريع الطلابية وسكرتير المدير العام وعدد كبير من الأساتذة، بالإضافة إلي عدد كبير من الطلاب الفرنسيين بطبيعة الحال. وقد أبدي من ناحية أخري سعادة السفير الكواري تجاوبا واسعا مع المشروع، وحرص علي مواكبة السفارة لهذه الزيارة .
وتذكر الطالبة نوف النجار بأنها قامت بتنظيم معرض مصغر عن معهد العالم العربي أثناء بيع التذاكر في رحاب الجامعة، وهو المعرض الذي لقي نجاحا كبيرا، حيث وزعت خلاله مئات الكتيبات عن معهد العالم العربي.
الطالب محمد العثمان المنسق الإداري للمشروع، يشرح من طرفه: لقد تشجعت للمشروع منذ اللحظة الأولي، لما يحمله من أهداف جميلة؛ سواء كانت التعريف بمعهد العالم العربي، أو التعريف بالحضارةالعربية الإسلامية من خلال مختلف المعارض والمتاحف التي يحتفل بها هذا الصرح الثقافي العربي في قلب أوربا، أو الاحتفال بالفنانين القطريين من خلال وجود معرض سعادة الشيخ حسن آل ثاني، بالإضافة إلي الجانب الإنساني الذي يرتكز إليه المشروع وهو التبرع بكل دخله لصالح إعمار لبنان، ولله الحمد أن إدارة المشروع كانت ناجحة بشهادة الجميع مما أكسبني ثقة أكبر بالنفس .
من طرفه يزكي سعادة السفير محمد جهام الكواري سفير قطر لدي فرنسا هذا الجهد الطلابي القطري الجاد، ويؤكد في حديث خاص للراية بأن السفارة تقدر عاليا هذا الدور الذي ينهض له طلاب قطر في المؤسسات التعليمية الفرنسية، من خلال مختلف الأنشطة الثقافية التي يقومون بها باتجاه التعريف بالثقافة القطرية، والثقافة العربية والإسلامية بشكل عام، واليوم يساهم طلاب قطر بجامعة ديجون، من خلال دعوتهم لأساتذة الجامعة ولزملائهم الطلاب الفرنسيين لزيارة معهد العالم العربي، هذا الصرح الثقافي العربي - الأوروبي، في تعزيز هذا التوجه للعمل الثقافي القاعدي - المدني. والذي يؤسس بذاته لدور حضاري كبير، يسهم في التقريب بين الشعبين والثقافتين وفق تحرك وخيار قاعدي أقرب لفهم متطلبات العمق الشعبي في البلدين. وهذا النشاط الشبابي القطري لهو دليل علي أن طلبة قطر بدأوا يفهمون المجتمع الفرنسي، وأهمية الجانب الثقافي في التقريب بين الشعبين، وهو الدور الذي نقدره لهم كل التقدير .
ويشدد سعادة السفير الكواري علي أهمية هذا البعد المدني في تعزيز الشراكة الإستراتيجية التي تربط بين قطر وفرنسا، وهو يشرح بأن لهذا التقارب القاعدي أهميته الكبيرة، لأن مستوي العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين قد وصلت إلي درجة متميزة من الشراكة، والتي ما فتئت تتأكد وتتعمق، إلا أنها كانت بحاجة لمواكبة الجانب الثقافي والإنساني الضروري لخلق قاعدة صلبة لهذه العلاقة التي تربط بعمق بين البلدين.
وفي الصدد يكتسب النشاط الذي يقوم به الطلاب القطريون في فرنسا، رغم أن تاريخ التواجد الطلابي في البلد ليس ببعيد العهد، أهمية خاصة، حيث أنهم قد تمكنوا حتي الآن من تحقيق إنجازات مهمة، تمثل خطوات كبري في الجانب المدني. ونحن ندعم هذا النشاط وتهتم السفارة بتقديم كافة المساعدات الضرورية لإنجازه. حيث نحن علي يقين بأن هذا الجهد الطلابي المعني، إنما يشكل قاعدة نشطة للعمل المدني المكمل للعمل الدبلوماسي الرسمي.
الرئيسية 
البوابة 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
